عناصر الخطبة المذاعة
بتاريخ 6 من ذي القعدة 1444هـ - الموافق 26/5/2023م
الْجِدُّ وَالِاجْتِهَادُ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ
- إِنَّ مِنَ الشَّرَفِ الْعَظِيمِ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ أَنَّ أَوَّلَ آيَةٍ أُنْزِلَتْ عَلَى نَبِيِّهَا تَأْمُرُ بِالْقِرَاءَةِ وَتَحُثُّ عَلَيْهَا، وَتُنَوِّهُ بِمَنْزِلَةِ الْعِلْمِ وَتُشِيرُ إِلَيْهَا؛ وبَلَغَ مِنْ شَأْنِ الْعِلْمِ وَأَهْلِهِ، وَبَيَانِ عَظِيمِ مَكَانَتِهِ وَفَضْلِهِ؛ أَنْ قَرَنَ اللهُ شَهَادَتَهُ بِشَهَادَةِ الْمَلَائِكَةِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَجَلِّ مَشْهُودٍ عَلَيْهِ، وَهُوَ تَوْحِيدُهُ تَعَالَى وَقِيَامُهُ بِالْعَدْلِ فِي سَمَوَاتِهِ وَأَرَضِيهِ.
- مَا مِنْ مِلَّةٍ مِنَ الْمِلَلِ وَلَا نِحْلَةٍ مِنَ النِّحَلِ سَاوَتِ الْإِسْلَامَ أَوْ قَارَبَتْهُ فِي تَعْظِيمِ الْعِلْمِ وَرَفْعِ مَنْزِلَتِهِ، وَلَا فِي تَكْرِيمِهِ وَالْإِشَادَةِ بِفَضْلِهِ وَمَكَانَتِهِ، يَتَجَلَّى ذَلِكَ: فِي إِيجَابِهِ عَلَى كُلِّ الْمُسْلِمِينَ، وَعَدِّهِ عِبَادَةً وَقُرْبَةً لِرَبِّ الْعَالَمِينَ.
- لَا يُمْكِنُ لِهَذَا الْجِيلِ أَنْ يَتَغَيَّرَ إِلَى الْأَفْضَلِ، لِيَحْصُلَ عَلَى حَالٍ أَرْقَى وَأَكْمَلَ، إِلَّا بِالْجِدِّ وَالِاجْتِهَادِ وَعُلُوِّ الْهِمَّةِ فِي طَلَبِ العِلْمِ وَالتَّجَافِي عَنِ الدَّعَةِ والرُّقَادِ؛ وَذَلِكَ أَنَّ بُلُوغَ الْقِمَّةِ لَا يَكُونُ إِلَّا بِعُلُوِّ الْهِمَّةِ، وَالْفَوْزَ بِالْمَقْصُودِ؛ لَا يَحْصُلُ إِلَّا بِبَذْلِ الْمَجْهُودِ، وَمَتَى عَلَتِ الْهِمَّةُ فَلَا تَقْنَعُ بِالدُّونِ وَلَا تَرْضَى بِالْهَوَانِ، وَلَا تَسْتَسْلِمُ لِلْخَوَرِ وَلَا تَخْضَعُ لِلذُّلِّ وَالطُّغْيَانِ.
- عَلَى أَوْلِيَاءِ الْأُمُورِ: أَنْ يُوَجِّهُوا أَوْلَادَهُمْ إِلَى حُسْنِ الطَّلَبِ وَالْأَدَبِ، وَأَنْ يُشَجِّعُوهُمْ عَلَى التَّفَوُّقِ وَالرِّيَادَةِ وَالنَّجَاحِ، وَنَفْعِ أَنْفُسِهِمْ وَدِيـنِهِمْ وَأُمَّتِـهِمْ لِلْوُصُولِ إِلَى غَايَةِ الظَّفَرِ وَالفَلَاحِ، وَيَغْرِسُوا فِي نُفُوسِ أَبْنَائِهِمْ وَبَنَاتِهِمُ الطَّلَبَـةِ وَالطَّالِبَاتِ حُبَّ الْمُعَلِّمِ وَتَقْدِيرَهُ، وَاحْتِرَامَهُ وَتَوْقِيرَهُ؛ فَمَا مِنْ مُهَنْدِسٍ وَلَا طَبِيبٍ، وَلَا مُوَظَّفٍ وَلَا أُسْتَاذٍ وَلَا خَبِيرٍ، وَلَا مَسْؤُولٍ وَلَا وَزِيرٍ؛ إِلَّا وَلِلْمُعَلِّمِ عَلَيْهِ فَضْلٌ وَمِنَّةٌ، فَلْنُقَابِلِ الْإِحْسَانَ بِالْإِحْسَانِ، وَلْنُجَازِ صَاحِبَ الْجَمِيلِ بِالشُّكْرِ وَالْعِرْفَانِ.
- نَعِيشُ هَذِهِ الأَيَّامَ فِي الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ، وَأَنْتُمْ فِي مَوْسِمٍ عَظِيمٍ، وَمَغْنَمٍ لِلْخَيْرَاتِ كَرِيمٍ، فَاغْتَنِمُوا أَيَّامَهَا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ، وَأَكْثِرُوا فِيهَا مِنَ الْمَتْجَرِ الرَّابِحِ؛ فَتَقْوَى اللهِ هِيَ الْعُرْوَةُ الْوُثْقَى، وَالْأَكْرَمُ عِنْدَ اللهِ مِنْكُمُ الْأَتْقَى.